سر نجاح الهوهوبا في فلسطين رغم الاحتلال ورغم عبث وسرقات للمحاصيل الأخرى
أشجار الهوهوبا بعد أربع سنوات من النمو وبداية الإنتاج غير معرضة للرعي أو التكسير من الحيوانات خاصة بعد أن تصبح بعلو متراً واحداً عن الأرض وذلك لأن أنواع الماشية المختلفة من بقر أو ماعز أو أغنام تتجنب أكلها لأنها تعرف بالفطرة بأن أوراق الهوهوبا بها مادة غير مستساغة وهي السيموندوسين القاتل للشهية ولكن يجب حماية الأشجار الضغيرة الغضة في السنين الاولى قبل بداية إثمارها. كما أن ثمار الهوهوبا أيضاً غير مستساغة للأكل من قبل الانسان والحيوان سواء كانت خضراء بشكل البلوط أو جافة كبذور الفاصولياء السوداء أو القهوة الكبيرة الحجم. إن خاصية عدم استساغتها يحميها من أي سرقات للبذور لغرض الأكل أو إطعام الحيوانات. وهذا الواقع الواقي لمحصول الهوهوبا من السرقة لا يتوفر طبيعياً في ثمار الأشجار الأخرى ذات الثمار الشهية والمستساغة والتي يسهل على الناس استخدامها وبالتالي سرقتها. فالهوهوبا كأشجار وثمار يمكن اعتبارها مستديمة وحامية لنفسها حتى أيضاً من الحشرات والآفات.
ولأن بذور الهوهوبا لا تتلف مع الخزين إذا بقيت جافة حتى لخمس سنوات وزيتها لا يتلف حتى لمدة سبع سنوات إذا تم حمايته من أشعة الشمس والأضواء المباشرة فإن الاستثمار بزيت الهوهوبا سواء كان ذلك بزراعتها أو تسويق زيتها لا يتعرض لأي خطر أو مخاطرة وكل ما يحتاجه المستثمر للنجاح هو الترويج والتسويق لهذا الزيت الجديد والثمين بشكل سخي ومنتظم. فمشكلة زيت الهوهوبا بكونه زيت جديد غير معروف يمكن التغلب عليها بتسويقه جيداً خاصة أنه فعال والإنتاج مستديم لأن أشجار الهوهوبا معمرة ومقاومة للأمراض والحشرات والجفاف وزيتها إذا ما تم الحصول عليه بشكل طبيعي وبعصر بدون حرارة لا يتلف لعدة سنين.
كذلك فإنه لوجود تشابه بالمنظر والشكل وطريقة العناية وبإنتاج الزيت بين أشجار الهوهوبا وأشجار الزيتون المعروفة منذ القدم في فلسطين التي يوجد منها تسعة ملايين شجرة حتى عام 2004 في فلسطين فإن ذلك جعل زراعة وإنتاج الهوهوبا تجربة ناجحة وواعدة في فلسطين، ويوجد لحد الآن اثني عشر آلف شجرة هوهوبا في الضفة الغربية مزروعة بعلاً في أراضي هامشية معظمها في منطقة جنين.
إن إنتاج فلسطين من زيت الهوهوبا حتى نهاية عام 2003 هو 3 طن سنوياً وسيزداد مع زيادة عمر الأشجار التي زرعت معظمها في منتصف الثمانينات في أراضي وعرة بعلاً بدون ري. بينما تنتج إسرائيل ما بين 300 و 600 طن والولايات المتحدة 1100 – 1900 طن وأمريكا الجنوبية حوالي 200 طن واستراليا حوالي 9 طن وهذه كلها من هذه البلدان الصناعية يتم إنتاج بذورها كما ذكرنا تحت الري وباستخدام المبيدات الكيماوية للأعشاب واستخدام الأسمدة الكيماوية وحتى بإضافة المياه العادمة ومياه المجاري المعالجة. وقد بدأت مصر مؤخراً بزراعة مساحات واسعة في صحراء توشكا وبدأ بعض التجار المصريين باستيراد البذور من أمريكا الجنوبية وعصرها للحصول على زيت الهوهوبا منها وللأسف فقد فشلت السودان التي كانت أولى البلاد العربية في زراعة الهوهوبا بانتاج أي محصول لزراعة هذه الأشجار في مناطق صحراوية بدون ري وبدون أي عناية فعالة علماً بأن لديهم في السودان نهر النيل القريب من أراضي خصبة يمكن أن تزرع وتنتج جيداً. والأمل أن تقوم دول الخليج العربي بتبني زراعة هذه الشجرة الصحراوية لتوفر الإمكانيات المالية لديهم.
ونأمل أن ال 12000 شجرة هوهوبا في فلسطين التي زرع معظمها بين منتصف الثمانينات وأواخرها سوف تنتج ما يزيد عن عشرين طناً من زيت الهوهوبا بعد اكتمال نموها وزيادة العناية بها. كما نأمل بأن يقوم المزارعين الفلسطينيين بزراعة الهوهوبا في الأراضي الهامشية والوعرة في فلسطين بمساعدة المهتمين بتقدم هذا البلد وخاصة أن هذه الأشجار الحرجية المقاومة للحشرات والأمراض والجفاف الدائمة الخضرة والمعمرة لا تحتاج الى تكنولوجيا زراعية متقدمة أو إرشاد زراعي خاص.